تصفح محتويات المقال
مقدمة المقال
في مقال سابق تمت مناقشة أنواع اضطراب الطعام ومنها اضطراب الأكل بنهم من حيث الاعراض والمسببات، وفي هذا المقال سوف نناقش طرق علاج الأكل بنهم أو شراهة بالتفصيل.
يوجد ثلاث طرق رئيسية لعلاج اضطراب الأكل بنهم – قد تستخدم أحدهم فقط او يتم الجمع بين اثنين أو الثلاثة وهم:
1– العلاج النفسي
2– العلاج المبني على التغذية أو الدايت لخسارة الوزن
3– العلاج الطبي بالأدوية.
أولا: العلاج النفسي
سواء كان ذلك في جلسات فردية أو جماعية، يمكن أن يساعدك العلاج النفسي في تعليمك كيفية استبدال العادات غير الصحية بأخرى صحية وبالتالي التخلص أو تقليل نوبات الشراهة. تتضمن طرق العلاج النفسي ما يلي:
1. العلاج المعرفي السلوكي Cognitive behavioral therapy
يهدف العلاج السلوكي المعرفي إلى مساعدتك في تحديد واستكشاف الطرق التي يمكن أن تؤثر بها عواطفك وأفكارك على أفعالك. بمجرد ملاحظة هذه الأنماط، يمكنك البدء في تعلم إعادة صياغة أفكارك بطريقة أكثر إيجابية ومفيدة.
العلاج السلوكي المعرفي هو تدخل نفسي يعالج أنماط الأفكار والمشاعر والسلوكيات التي تتسبب في اضطراب الاكل بنهم.
يركز العلاج السلوكي المعرفي (CBT) لـ BED على تحليل العلاقات بين الأفكار السلبية والمشاعر والسلوكيات المتعلقة بالأكل وشكل الجسم والوزن.
بمجرد تحديد أسباب المشاعر والأنماط السلبية، يمكن تطوير استراتيجيات لمساعدة الناس على تغييرها.
تشمل التدخلات المحددة تحديد الأهداف، والمراقبة الذاتية، وتحقيق أنماط وجبات منتظمة، وتغيير الأفكار حول الذات والوزن، وتشجيع العادات الصحية للتحكم في الوزن.
وذلك يتضمن العلاج عمومًا من خلال جلسات أسبوعية مدتها ساعة واحدة وإكمال مهام الممارسة المنزلية السابقة، بما في ذلك المراقبة الذاتية، وإعداد جدول منتظم لتناول الطعام، وممارسة الأساليب المعرفية واستراتيجيات المواجهة التي تمت مناقشتها في الجلسة.
ثبت أن العلاج المعرفي السلوكي بقيادة المعالج هو العلاج الأكثر فعالية للأشخاص الذين يعانون من اضطراب الأكل القهري. وجدت إحدى الدراسات أنه بعد 20 جلسة من العلاج المعرفي السلوكي ، توقف 79٪ من المشاركين عن الأكل بنهم.
2. العلاج النفسي بين الأشخاص Interpersonal psychotherapy
يعتمد العلاج النفسي بين الأشخاص (IPT) على فكرة أن الأكل بنهم هو آلية للتعامل مع المشكلات الشخصية التي لم يتم حلها مثل الحزن أو صراعات العلاقات أو التغيرات الكبيرة في الحياة أو المشكلات الاجتماعية الأساسية.
الهدف هو تحديد المشكلة المحددة المرتبطة بسلوك الأكل السلبي، والاعتراف بها، ثم إجراء تغييرات بناءة على مدى 12-16 أسبوعًا.
3. العلاج السلوكي الجدلي Dialectical behavior therapy
تتعامل هذه الطريقة مع الإفراط في تناول الطعام على أنه رد فعل عاطفي للتجارب السلبية التي لا يوجد لدى الشخص طريقة أخرى للتعامل معها.
إنه يعلم الناس تنظيم استجاباتهم العاطفية حتى يتمكنوا من التعامل مع المواقف السلبية في الحياة اليومية دون الإفراط في تناول الطعام.
المجالات الأربعة الرئيسية للعلاج بطريقة العلاج السلوكي الجدلي هي اليقظة، والتسامح مع الضيق، وتنظيم العاطفة، والفعالية الشخصية.
شاهد الفيديو
ثانيا: العلاج المبني على الدايت لخسارة الوزن الزائد
يهدف العلاج بالدايت لفقدان الوزن إلى مساعدة الأشخاص على إنقاص الوزن، مما قد يقلل من سلوك الإفراط في تناول الطعام عن طريق تحسين احترام الذات وصورة الجسم. القصد من ذلك هو إجراء تغييرات تدريجية في نمط الحياة الصحي فيما يتعلق بالنظام الغذائي وممارسة الرياضة، وكذلك مراقبة تناول الطعام والأفكار حول الطعام على مدار اليوم. من المتوقع فقدان الوزن بحوالي 1 رطل (0.5 كجم) أسبوعيًا.
في حين أن علاج فقدان الوزن قد يساعد في تحسين صورة الجسم وتقليل الوزن والمخاطر الصحية المرتبطة بالسمنة، إلا أنه لم يثبت أنه فعال مثل العلاج المعرفي السلوكي أو IPT في إيقاف الإفراط في تناول الطعام.
كما هو الحال مع العلاج المنتظم لفقدان الوزن في حالة مرضى السمنة العاديين، فقد ثبت أن العلاج السلوكي لفقدان الوزن يساعد الأشخاص فقط على تحقيق فقدان الوزن على المدى القصير والمتوسط. ومع ذلك، قد يظل خيارًا جيدًا للأشخاص الذين لم ينجحوا في العلاجات الأخرى أو المهتمين بشكل أساسي بفقدان الوزن.
ثالثا: العلاج الطبي بالأدوية
تم اكتشاف العديد من الأدوية لعلاج نهم الطعام وغالبًا ما تكون أرخص وأسرع من العلاج التقليدي. ومع ذلك، لا توجد أدوية حالية فعالة بالقدر الكافي على المدى الطويل في علاج اضطراب الأكل القهري مثل العلاجات السلوكية.
تشمل العلاجات المتاحة مضادات الاكتئاب، والأدوية المضادة للصرع، والأدوية المستخدمة تقليديا لاضطرابات فرط النشاط.
لقد وجدت الأبحاث أن الأدوية لها ميزة ما يسمى بالعلاج الوهمي لتقليل الشراهة عند تناول الطعام على المدى القصير، بمعنى ان الدواء لا يقوم بدور حيقي في العلاج، ولكن في الأساس يكزن التحسن نفسي بسبب شعور المريض انه تناول الدواء المناسب وبالتالي فإنه سوف يشفى. فقد ثبت أن الأدوية فعالة بنسبة 48.7٪ حيث قد تقلل فعليا من الشهية والوساوس والإكراه وأعراض الاكتئاب، بينما ثبت أن الأدوية الوهمية فعالة بنسبة 28.5٪.
وعلى الرغم من أن هذه التأثيرات الدوائية قد تبدو مبشرة، إلا أن معظم الدراسات أجريت على فترات زمنية قصيرة، لذلك لا تزال هناك حاجة إلى بيانات عن التأثيرات طويلة المدى من خلال أبحاث جديدة متخصصة في هذا المجال.
بالإضافة إلى ذلك، قد تشتمل الآثار الجانبية للعلاج بالعقاقير، الصداع، ومشاكل في المعدة، واضطرابات النوم، وارتفاع ضغط الدم، والقلق.
الخلاصة والمراجع
اطلع على خلاصة المقال والمراجع العلمية (أبحاث ومواقع علمية) والتي استخدمها الكاتب لإعداد هذا المقال.
خلاصة المقال
تعتمد خطة علاج اضطراب الأكل القهري على مسببات هذا الاضطراب وكذلك على مدى وشدته. قد يستهدف العلاج السلوكيات المسببة للأكل بنهم، أو الوزن الزائد، أو الصورة الذهنية للجسم عند المريض، أو مشكلات الصحة النفسية، أو مزيجًا من كل تلك الأسباب.
تشمل خيارات العلاج السلوكي المعرفي والعلاج النفسي الشخصي والعلاج السلوكي الجدلي وعلاج فقدان الوزن والأدوية. يمكن تنفيذ ذلك على أساس فردي، أو في إطار مجموعة.
في بعض الأشخاص، قد يتطلب الأمر نوعًا واحدًا فقط من العلاج، بينما قد يحتاج البعض الآخر إلى تجربة مجموعات مختلفة من طرق العلاج السابق ذكرها حتى الوصول الي العلاج المناسب.